مرضى متلازمة برادر ويلي أشخاص اجتماعيين جداً حتى أولئك الذين يشخصون بمرض التوحد مع متلازمتهم. ومعظمهم يرغب في إقامة صداقات والحفاظ عليها. بالرغم من ذلك إلا أنهم يعانون من بعض التحديات مثل
يميل معظم مرضى برادر ويلي إلى الحديث عن أنفسهم والتركيز خلال الحديث على اهتماماتهم مما يجعل التواصل معهم صعب وممل للطرف الآخر.
يجد مريض برادر ويلي صعوبة في القدرة على تمييز المشاعر خصوصا تلك التي تظهر على الوجه. فمن الصعب عليهم فهم ما يشعر به الناس بمجرد النظر لوجوههم.
يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة برادر ويلي لديهم اختلاف في الطريقة التي يعالجون بها المعلومات الواردة والتي تؤثر بعد ذلك على فهمهم للإشارات الاجتماعية من الآخرين (تعبيرات الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت والحدود الشخصية). كما أنهم يواجهون صعوبة في التعلم من خلال مشاهدة الآخرين وهي الطريقة التي يتعلم بها الأشخاص الطبيعيين تطوير المهارات الاجتماعية عادة.
يمكن أن يواجه مرضى برادر ويلي صعوبة في إدراك فكرة المساحة الشخصية فتراهم يقفون ملاصقين للشخص أمامهم بشكل يظهر أنه اختراق للمساحة الشخصية للآخر.
قد تكون لديهم صعوبة في فهم أن الناس لديهم اهتمامات أو اعتقادات مختلفة عنهم ويحتاجون لكثير من التكرار والتعليم حتى يصلهم هذا المفهوم.
بشكل عام يعاني مرضى برادر ويلي خلال التواصل الاجتماعي ولكنهم أيضا يحبون بناء صداقات ولديهم الحافز الداخلي لذا يمكننا استخدام هذا الحافز لمساعدتهم على التواصل.
يعد اللعب التخيلي (pretend play) وسيلة مهمة في تعليم الأطفال الكثير من المهارات والسلوكيات. وقد تم إجراء دراسة على مجموعة من أطفال برادر ويلي قاموا من خلالها بتقييم مدى تأثير اللعب التخيلي على تطور الطفل وقد وجدو تطوراً ملحوظاً بمهارات الأطفال وقدرتهم على الاندماج مع باقي الأطفال. وقد ثبت أن العلاج باللعب ساعد في تخفيف المشاكل السلوكية وتطوير مهارات أطفال التوحد وغيرهم من الأطفال الغير نمطيين. الهدف من هذه الدراسة هو تحديد ما إذا كان العلاج باللعب يمكن أن يؤثر على المكاسب المعرفية الاجتماعية وربط ذلك بالوظائف والمهام في الحياة اليومية.
المشاكل السلوكية الأكثر شيوعاً في متلازمة برادر ويلي
وهذه مشاكل شائعة جدًا أيضًا في اضطرابات طيف التوحد. وهنا يكون السؤال هل هناك خصائص مشتركة بين برادر ويلي وطيف التوحد؟
هناك بعض الأدلة على سبب حدوث ذلك بما في ذلك المخاطر الجينية المشتركة. وهناك دليل على أن أعراض التوحد وتشخيصه تزداد في برادر ويلي في مرحلة الطفولة حيث يُشخّص ما بين 12-26 % من مرضى برادر ويلي بطيف التوحد. وهذا ينطبق على نوعي برادر ويلي (حذف جينات الأم أو حذف جينات الأب).
هل هناك اختلاف في المهارات الإدراكية والاجتماعية منها خاصة بين مرضى برادر ويلي المشخصين بطيف التوحد وغيرهم؟
كما هو معروف فالإدراك الاجتماعي هو القدرة على إدراك وفهم أفكار ومشاعر الآخرين وهذا يتعلق بالتعرف على المشاعر ولغة الجسد وفهم الاختلافات بين الناس. وكما أن هناك خلل في فهم وتطبيق هذه المهارات عند مرضى التوحد فهناك دليل على وجود خلل فيها أيضا عند مرضى برادر ويلي.
هناك دراسات جارية حالياً لتحديد ما إذا كان هناك علاقة بين الشراهة للأكل والتحديات الاجتماعية لمرضى برادر ويلي.
عندما نتحدث عن تطوير المهارات الاجتماعية لمرضى برادر ويلي فمن الجيد التركيز على نقاط قوتهم أكثر من نقاط ضعفهم. مثلا مرضى برادر ويلي محبين ولطفاء جداً. كما أنهم يحبون التواصل وبناء العلاقات ولكن تنقصهم المهارات لذلك. ويمكننا نحن العمل وتطوير بعض تلك المهارات لديهم.
من المهم معرفة أن مرضى هذه المتلازمة يتغيرون على مدار العمر فهم يواصلون تطوير مهارات جديدة واكتساب مهارات جديدة. لذلك لا نريد أن ننظر إليهم على أن تطورهم في حالة من الركود. وإذا استطعنا التدخل في الوقت المناسب بالتدخلات الصحيحة فربما يمكننا تغيير مسار المهارات الاجتماعية.
وقد تظهر بعض المشكلات السلوكية لدى مرضى برادر ويلي في وقت متأخر قليلا عن أقرانهم وتستمر طوال فترة العشرينات والتي تعد فترة المراهقة لدى برادر ويلي حين يبدؤون بالمطالبة بحقهم بالاستقلال وإبداء رأيهم واتخاذ قراراتهم بأنفسهم وهذا وقت رائع لربطهم ببعض هذه المهارات الاجتماعية.
يجد مريض برادر ويلي صعوبة في المبادرة سواء المبادرة باللعب في عمر الأطفال أو المبادرة ببدء حديث في الأعمار الأكبر. لذا من الأمور المساعدة على تطوير المهارات الاجتماعية هي تعليم الطفل كيفية التفاعل مع الأسرة والإخوة مثل كيفية بدأ لعبة ما أو نشاط ما. وهذا يكون بإعطائه نموذج واضح وشرح تفصيلي لكل أمر يقوم به مثلا إخباره أن هذه هي الطريقة التي نقوم بها بفعل كذا وكذا ولا نعتمد فقط على مشاهداته لنا وللناس حوله. لذا من الضروري إدماج الطفل بألعاب مع الوالدين والإخوة.
من الضروري الانتباه لعلامات التوحد منذ عمر مبكر مثل عدم القدرة على التقليد أو عدم القدرة على التواصل مع أفراد الأسرة أو عدم القدرة على إظهار المشاعر أو عدم القدرة على أخذ دور خلال الحديث وقلة التواصل البصري. هذه العلامات قد تظهر في برادر ويلي دون وجود التوحد ولكن بشكل أقل.
هذا يعتمد على الطفل نفسه. علينا تحديد مستوى نموه ومهاراته الاجتماعية. هل هو/هي قادرين على التواصل والمبادرة والتوافق مع باقي الأطفال أم أنهم يقفون جانبا وينظرون إلى الأطفال وهم يلعبون دون الاقتراب أو محاولة الاندماج. إن كان الجواب نعم فمن الأحرى أن نضعهم في مجموعات خاصة يتم فيها التعامل معهم بشكل خاص. فالموضوع يعتمد على مهارات الطفل ونموه.
ومن الجيد أيضا البدء مع مجموعة أطفال طبيعيين حتى يتعلم الطفل بعض المهارات الاجتماعية مثل المبادرة ومهارات المحادثة ثم نقلهم إلى مجموعة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
تذكر إحدى الأمهات أنهم كانوا يقومون بالأمرين معاً مع ابنتهم. في بعض أيام الأسبوع كانت تذهب لحضانة خاصة وباقي الأيام كانت تذهب لحضانة عادية حتى ترى الأطفال الطبيعيين وتتعلم كيف يلعبون ويتواصلون فالمحيط الأول سيشعرها بأنها في محيط يدعمها ويلبي احتياجاتها.
النصيحة الأهم هي أن تلعبوا معهم دائما وبألعاب مختلفة (مكعبات – دمى – حيوانات). ساعدوهم باللعب أكثر مما تفعلون مع طفل طبيعي. فالطفل السليم يلعب بألعابه بشكل طبيعي تلقائي أما أطفال برادر ويلي يحتاجون توجيه ومساعدة باللعب. اجلسوا معهم وحدثوهم عن مشاعرهم وقوموا بتسمية المشاعر لهم وصفوها لهم. اقرأوا لهم الكثير من القصص عن المشاعر والتعامل معها.
أحيانا يصعب على أطفال برادر ويلي التعامل مع المجموعات الكبيرة لذلك قد نبدأ بتعريفهم بشخص من المجموعة. كما أنه من الجيد أن نعلمهم كيفية بدء محادثة أو كيف يقومون بمدح فعل شخص ما وتعليمهم كيف يسألون إذا أرادوا اللعب بلعبة أحد الأطفال.
حرفيا عليكم تعليمهم ماذا يقولون وكيف يقولونها وكيف يتصرفون لأنهم لا بشكل فعلي يعرفون وكأنهم قادمين من كوكب آخر. والناس تظنهم قادرين على معرفة ما عليهم فعله أو قوله. عليكِ أن تدعمي طفلك. مثلا أخبري طفلك “عندما تجد طفلا تبسم لك اذهب إليه وابدأ اللعب معه ولا تقترب ممن يتفادى النظر إليك”.
تكمن الفكرة في أن يجد الطفل من يتوافق معه أو حتى من هو مثله. لا تحاولوا أن تقنعوا أطفالكم أنهم طبيعيين ولا يختلفون بشي عن الأطفال الطبيعيين. هذا صعب عليهم فهم لا يستطيعون التواصل مع الأطفال الطبيعيين دائما أو بشكل سهل خصوصا في فترة الثانوية.
المدرسة مسؤولة عن تعليم الأطفال كيفية احتواء الآخر والتعامل مع المختلف.
يمكننا أيضا أن ننمي مهاراتهم وهواياتهم خصوصا فترة الثانوية وتشجيعهم على المشاركة بالمجموعات التي لديها نفس الاهتمامات. هذا سيساعدهم على التواصل مع باقي الأطفال.
وجدنا حوالي ١٢% ممن تمت معاينتهم لديهم توحد. هناك نسبة ٢٥-٣٠% لديهم أعراض التوحد ولكن لم يتم تشخيصهم على أنه توحد حقيقي. كما وجدنا أن الأطفال المشخصين توحد حقيقي تقل عندهم بعض أعراض برادر ويلي مثلا يكون عندهم البحث المستمر عن الطعام بشكل أقل. من الجيد تحديد التشخيص الحقيقي لأن هذا يساعد كثيرا بالتعامل مع الحالة وإيجاد الخدمات الضرورية لعلاجهم.